تعيش أم سعيد - 34 عاماً - ، مع زوجها في بيتٍ واحد كأي زوجين، و على الرغم من امتداد عمر الزواج بينهما إلا أن شروخاً في جدار الود والتفاهم والرحمة حولت الحياة بينهما إلى بوتقة ضغط تقابل بصمت ورضا كبيرين والأسباب بحسب تأكيدها عدم قدرة زوجها على التعبير عن مشاعر الود نحوها بالإضافة إلى انشغاله على الدوام في العمل ليؤمن متطلبات الأبناء الأربعة، فالزوجة تتحمل معاناتها مع الزوج لأجل أبنائها الذين هم السبب الوحيد الذي يربطها به. ولا تتورع بين حين وآخر أن تصرح لزوجها علناً أنه لولا وجود أبنائها الأربعة لتخلصت منه باعتباره مصدر قلق لها.
تتحدث أم سعيد عن مأساتها فتقول :"لا يضيره أن يقضي عاماً بعيداً عني وعن أبنائه مكتفياً فقط بالاتصال الهاتفي بين الحين والآخر للاطمئنان أن شيئاً مادياً لا ينقصنا" وتضيف أن ذلك التصرف لا يؤثر على علاقتها العاطفية به فحسب وإنما ينسدل تأثيره على أبنائها الأربعة الذين باتوا يعتبرونه زائراً ليس أكثر يرهبونه ويخشون غضبه دون أن يرجوا حبه ويطلبوا وده، وتؤكد أم سعيد أن الطلاق العاطفي أشبه بالمرض المزمن وطويل الأجل مشيرة إلى أن مخاطره برأيها أكبر من مخاطر الطلاق الشرعي لافتة إلى أن الطلاق الشرعي يمكن كلا الزوجين بعد الانفصال من البحث عن شريك آخر مناسب ويبادله العواطف والمشاعر الجميلة ويذوبان كشخص واحد بما ينعكس إيجاباً على سعادة الأسرة وتمتع أفرادها بجو طبيعي من الدفء والود والاحترام والتقدير.